انتشار “غير معتاد” لجدري القردة يربك الباحثين وسط ترجيح السبب
منذ ظهوره مؤخرا في عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم، يُربك مرض جدري القردة العالم والباحثين في الكونغو الديمقراطية بشكل خاص ويضعهم في حالة تأهب قصوى.
وجدري القردة مرض فيروسي يسبب أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا وطفحا جلديا، ويتوطن في أجزاء من أفريقيا.
يقول باحثون في الكونغو، تنقل عنهم صحيفة وول ستريت جورنال، إن الفيروس، الذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في هذه الدولة الواقعة في وسط أفريقيا عام 1970، موجود في مقاطعات لم ينتشر فيها من قبل. وحتى الآن، لا يعرفون سبب ذلك.
وعلى مدى عقود، ظهرت حالات الإصابة بجدري القردة في الكونغو، وتركزت معظمها في الغابات المطيرة في حوض الكونغو حيث انتشر الفيروس من الحيوانات البرية التي تم اصطيادها أو تناولها.
وقال خبير الأمراض المعدية المقيم في كينشاسا، جوستين ماسومو، إن الفيروس ينتشر الآن أيضا في المناطق الجبلية والسافانا في البلاد. وتساءل: “لماذا الآن؟ لماذا لم يحدث ذلك من قبل؟”
وتقول وول ستريت جورنال: “يبدو أن الانتشار المتزايد لجدري القردة في الكونغو يختلف عن التفشي العالمي الأوسع”، والذي أصيب به منذ أوائل مايو 5115 شخصا في أكثر من 50 دولة، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتقع غالبية الحالات المشتبه بها في أفريقيا، وعددها 1821 حالة، في الكونغو، لكن العديد من البلدان التي لا يتوطن فيها جدرى القردة، بما في ذلك جنوب أفريقيا وغانا والمغرب، أبلغت أيضا عن حالات، وفقا لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا.
وينتشر المرض الفيروسي عن طريق التواصل عن قرب والذي تم اكتشافه لأول مرة في القرود.
غير أن ماسومو يرى أن أحد الاحتمالات هو أن مجموعات حيوانية تنشر الفيروس أكثر مما كان يعتقد في السابق. ولا يعرف العلماء على وجه اليقين أي الأنواع الحيوانية يمكن أن تؤوي الفيروس، ولكن في الماضي بدا أنه ينتشر بشكل أساسي في بعض القوارض.
وأوضح ماسومو أن العلماء يفحصون حيوانات مختلفة في المنطقة لفهم سلاسل انتقال العدوى بشكل أفضل.
وكان القائم بأعمال مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (أكبر وكالة للصحة العامة في أفريقيا)، قال في مؤتمر صحفي، الخميس، إن القارة ليس لديها لقاحات واقية من مرض جدري القردة، كما حذر من وجود نقص في أدوات الفحص والاختبار.